د. علي القحيص*
يقولُ الفيلسوف سقراط :
عندما كنت صغيراً كنت لا أحب الإستيقاظ باكراً،
وكانت أمي تكره هذا التصرف لأنها تريدني أن أصبح مهندساً …
فذهبت أمي معي إلى المعلمة وكانت قد اتفقت معها على أن تسرد لي قصة عن فوائد الإستيقاظ مبكراً …
- المعلمة : سوف أقص عليك قصة جميلة وتقول لي ماذا استفدت منها حسناً ..؟
- سقراط : حسناً …
- المعلمة : كان هناك عصفوران أحدهما استيقظ باكراً وأكل من الحشرات وأطعم صغاره،
والثاني إستيقظ متأخراً فلم يجد ما يأكل ..!
- ماذا استفدت من القصة يا سقراط ..؟
سقراط : إن الحشرات التي تستيقظ مبكراً تأكلها العصافير !
وهنا من هذة القصة الطريفة تذكرت أيام الصغر وأنا يافعٌ عندما كنت أنام ملء جفوني و أحب النوم كثيراً بعد يوم متعب ، كان أبي رحمه الله ، يصحيني مبكراً كل يوم ، وكان يأخذني النوم على حين غرة و غفلة مني فأندس بالفراش واغرق في لذة النوم ، ويعود يضربني ضرباً مبرحاً ، ويقول أصحى ،أن الله يوزع الأرزاق مبكرا على الناس ..ياكسول ياخامل ، كنت أرغب بالنوم طويلاً لأني كنت أسهر لوحدي اقرأ (مجلة الشبكة والصياد )، وأتمعن وأتخيل صور الفتيات الجميلات ! وأنام والمجلات واحدة بيدي والثانية على الوسادة !
ولم أصدق ولا أستوعب كلام أبي إن الأرزاق توزع في الصباح على البشر أبداً لرغبتي وحاجتي للنوم العميق من أجل الراحة ، وكذلك أجد أن هذا الكلام مجرد ( استهلاك محلي) للتحفيز والنشاط والحيويةوالتحايل على رغبتي وحرماني من النوم ليس إلا!
وحين وقعت بسوء نيتي ، قلت لوالدي يوما وهو يعد القهوة للضيوف، يا أبي لماذا النعجة تلد مرة واحدة بالسنة الكاملة، وغنمنا كثيرة جداً ، أما كلبة الغنم تلد ستة جراء في العام ، وكلابنا لازالوا أربعة وغنمنا تجاوزت الألف من رؤوس الغنم !
قال لي ..الغنم حين يؤذن الفجر ، وقبل طلوع الشمس فجراً، تسير لوحدها تبحث عن الطعام والمرعى ، حتى لو الراعي لم يسقها أو يندبها!
أما الكلب معروف ينبح كل الليل وينام الفجر( مثلك)!!
لايحرص على رزقة في الصباح الباكر، فيذهب رزقه لغيره !!
وهنا أسقط في يدي ، ومن شدة الحرج والإحباط والخجل ، تمنيت أن الذئب يأتي ويأكل الغنم كلها ، والكلبة يقتلها الراعي ببندقيته ظناً منه أنها الذئب ، وأبي يضرب الراعي ويطرده لكي أستلذ بنومة الفجر لوحدي بدون إزعاج !!
*كاتب سعودي