د. علي القحيص
في اليوم العالمي للمعلم، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أهمية العمل الدؤوب والمتميز الذي يقوم به المعلمون وعلى إنجازاتهم المثمرة، شاكراً إياهم على «خدمتهم المخلصة للوطن».
وقال سموه في منشور على موقع التواصل الاجتماعي «إكس» إن المعلمين لعبوا دوراً مهماً جداً للغاية في صياغة الأجيال وإلهام عقول الشباب. وجاء في المنشور: «إن يوم المعلم العالمي هو فرصة للاعتراف بالدور الحيوي المهم، الذي يلعبه المعلمون في رعاية الجيل القادم وإلهام العقول الشابة، ويظل التعليم أساس التقدم المستمر في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع وجود المعلمين في قلب هذه الرؤية، ونحن نشكرهم على خدمتهم المخلصة لأمتنا».
وكان سموه قد أعلن في وقت سابق أن يوم 28 فبراير سيكون يوماً إماراتياً للتعليم، لأهمية دوره في نهضة البلاد ومسارها المستقبلي المشرق. وحصلت دولة الإمارات على المركز الأول عالمياً في ثلاثة مؤشرات تعليمية تتعلق بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة الخاص بالتعليم الجيد المتميز، كما جاء في تقرير نشرته وكالة أنباء الإمارات (وام) في عام 2021.
وجاء فيه أن دولة الإمارات حافظت على ريادتها المتقدمة في مؤشرات عدة من منظمات دولية رائدة في مجال التنافسية العالمية. ومن موقعه كرجل دولة داعم للتعليم، يدرك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أن عملية إعداد الإنسان وتهيئته تعليمياً هي الركيزة الأساسية في أي بناء حضاري لمستقبل الدول، وأن البناء التنموي الحقيقي هو ذلك الذي يبدأ من تعليم الإنسان وتسليحه بالعلم والمعرفة.
لقد ظل اهتمام سموه بالتعليم كبيراً على الدوام، وكذلك متابعته الحثيثة الدائمة لمسيرة التعليم وشؤون قطاعه، سيراً على خطى الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى دعائم التعليم والعلم في وقت مبكر، منذ اللحظات الأولى لقيام دولة الاتحاد.
ولو عدنا إلى المرحلة التي سبقت قيام الاتحاد وقارنا بينها وبين ما شهدته دولة الإمارات من نهوض وازدهار في مختلف المجالات وعلى رأسها التعليم، لأدركنا الفارق الهائل بين المرحلتين، إذ نلاحظ بشكل جلي لا بس فيه أن الإنسان الإماراتي الحالي انتقل نقلةً نوعية منقطعة النظير، وهو اليوم يعيش في دولة مؤسسات وقوانين وتعليم متميز مبهر، في إطار سياسات تستند إلى رؤية علمية استراتيجية، اجتماعية واقتصادية وثقافية وتعليمية واضحة المعالم والرؤى.
ومنذ البدء كان لدى الحكومة الاتحادية برامج عمل واضحة وطموحة وقابلة للتنفيذ، لذا وصل التعليم في الإمارات إلى أعلى المستويات في المنطقة، بفضل الرؤى الحصيفة والاهتمام الجاد من قبل قيادة الدولة ووفاء شعبها الأصيل الذي سار بإخلاص خلف قيادته الرشيدة، فأعطت الخططُ ثمارَها التنموية وتواصل العطاء في كل المجالات وعلى رأسها مجال التعليم، استناداً إلى رؤية علمية شاملة ومدروسة كان أساسها بناء جيل مسلح بالعلم والتكوين، يحرص على مصالح الوطن ويقدم في سبيله كلَّ نفيس، من أجل بناء الدولة وتطورها ونمائها وتعزيز مكانتها بين دول العالم. إن الاهتمام بالتعليم والعلم والتسلح اهتمام راسخ وأصيل لدى قيادة دولة الإمارات، لذا فقد جعلت من التعليم القوي أحد مقومات النجاح والتقدم والازدهار في مسيرة الوطن الناهض.
*كاتب سعودي