د. علي القحيص
ليس مستغرباً منح برلمان البحر الأبيض المتوسط صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، جائزة «الشخصية الإنسانية العالمية»، تقديراً لدوره ومساعيه وإسهاماته المتعددة والفاعلة والمستمرة على مدى عقود من الزمن في ميدان العمل الإنساني، حيث يواصل سموه الاطلاعَ بجهود ودعم الإغاثة الإنسانية في المنطقة والعالم، وهو أول المبادرين بتقديم الدعم والعون عند حدوث أي كارثة طبيعية أو محنة إنسانية.
وقد تم اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بوصفه «الشخصية الإنسانية العالمية» خلال أعمال الدورة الثامنة عشرة للجمعية العامة للبرلمان التي عُقدت في مدينة براغا البرتغالية، بإجماع الأعضاء، كونه أهم شخصية مؤثرة وفاعلة وداعمة في مجال العمل الإنساني العالمي، لما يبذله سموه في سبيل دعم الإنسان أينما كان، ولمبادراته الإنسانية المعطاء في مجالات العمل الإنساني واستجاباته الإغاثية الاستثنائية في الأزمات والحروب والكوارث، من دون فرق بين عرق أو لون أودين، بجانب إسهاماته العديدة السخية في دعم الأفراد والجهات والجمعيات والمنظمات التي تسعى إلى بناء جسور التواصل وتعزيز التفاهم والسلام والتسامح ونبذ العنف بين شعوب المنطقة ودولها.
وأشاد أعضاء هيئة الجائزة بالجهود الإنسانية التي يواصل صاحب السمو رئيس الدولة القيام بها، ومنها إعلانه «مبادرة إرث زايد الإنساني» التي تخصص 20 مليار درهم للقضايا الإنسانية في أكثر المناطق احتياجاً، بمناسبة الذكرى العشرين لرحيل المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في يوم زايد للعمل الإنساني، والتي تهدف إلى تحسين جودة الحياة والتنمية المستدامة لصالح المجتمعات الأكثر احتياجاً حول العالم، بما يرسخ إرثَ الشيخ زايد في ميدان العمل الإنساني.وتدعم دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان العديد من القضايا الإنسانية في مختلف الظروف والأوقات، بما في ذلك تقديمها لقاحات «كوفيد-19» لصالح الدول المحتاجة عبر مبادرة «ائتلاف الأمل»، كما تقدم المساعدات الإغاثية، الطبية والغذائية، للمتضررين من النزاعات والكوارث والأزمات.
وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان داعم ومساهم بارز في مناصرة القضايا الإنسانية على مدى عقود، وقد شارك في العديد من المبادرات التي أسهمت في حفظ السلام والرخاء، بجانب مساعيه لتعزيز الاستقرار العالمي، وهو الأمر الذي يرفع مستوى معايير الجائزة الممنوحة له عن جدارة واستحقاق. ويواصل سموه السير على نهج ورسالة الوالد المؤسس، بما يبذله من جهود في مختلف القضايا والمجالات الإنسانية، وهو ما أثر إيجاباً لصالح ملايين الأشخاص حول العالم، وأثبت التزامه الإنساني الراسخ بحماية المتضررين والمحتاجين بكل عزيمة وإيمان وقناعة.
وما من شك في أن الخصال القيادية والسجايا الإنسانية لصاحب السمو رئيس الدولة أكبر وأسمى من أي جائزة مهما تكن أهميتها، وهو ما عبّر عنه أعضاء هيئة الجائزة الممنوحة لسموه، في لحظة حساسة يشهد فيها العالم أزمات سياسية واقتصادية مركبة وحروباً ونزاعات وكوارث طبيعية. وتأتي هذه الجائزة الإنسانية لتبين جانباً من الأهمية العظيمة للأدوار التي يطلع بها صاحب السمو رئيس الدولة، باعتباره داعماً ومسانداً لأي عمل إنساني يخدم السلم والتنمية ويسهم في إسعاد الإنسان، وهذا نهج سارت عليه دولة الإمارات دائماً، فتصدّرت بمبادراتها الإنسانية الدولَ المتقدمة في مجال العمل الإنساني وحماية البشر من أضرار الأزمات والكوارث.
*كاتب سعودي