محمود النشيط
إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي
الحدث الأبرز حالياً على المستوى العربي بشكل خاص والعالمي بشكل عام هو القمة العربية المرتقبة والتي تستضيفها مملكة البحرين بعد أن قامت بجهود جبارة من خلال التجهيزات الكبيرة والتسهيلات لاستقبال قادة الدول العربية ومرافقيهم الذي يزيد عددهم على 2000 شخص بين الدبلوماسيين والإعلاميين الذين سوف يبرزون البلاد على مختلف الأصعدة وفي مقدمتها مشاهداتهم التي تبدأ من المطار الدولي مروراً بمحل إقامتهم وتنقلاتهم بين مقر القمة واستثمار وقتهم المتبقي بين السياحة والتسوق.
ضيوف البلاد متنوعين بين الزائر المتعدد وبين الجديد لأول مرة وكلاً منهم يبحث عن الجديد الذي يمكن أن يلمسه عن قرب وينقل انطباعه عنه إلى أهله في بلده وهم سفراء حقيقيون لا تقدر انطباعاتهم بقيمة أي إعلان مدفوع في أي وسيلة إعلامية لها جمهورها بالأرقام الذي بات اليوم سهل جداً عبر مبالغ بسيطة زيادته بالآلاف في وقت قياسي جداً.
القمة العربية تنطلق من البحرين إلى العالم، ويتابعها الجميع باهتمام بالغ، وكل التغطيات الإعلامية تعتبر بمثابة تسويق وترويج للمملكة ومنجزاتها المتقدمة على الصعيد الدبلوماسي في مقدمة الأمر، ومتطورة إدارياً في قدرتها على إدارة هذا الحدث بحرفية بالغة، وقادرة على توفير جميع سبل الراحة من مواصلات وضيافة فندقية بمختلف الفئات العالمية عبر بنيتها التحتية وتسهيلاتها للمستثمرين مما جعلها تستقطب رؤوس الأموال العالمية للعمل على أرضها في شتى القطاعات.
دور وزارة الخارجية في هذا الحدث هو العمود الفقري، ويسانده بذلك القطاعات الأخرى المتعددة في مقدمتها الأمن والإعلام إلا أن القطاع السياحي يشكل عنصراً مهماً أيضاً في تجهيز المرافق السياحية، وتوفير المرشدين السياحيين الأكفاء الذين يمتلكون الخبرة والمعلومات الوافية مع المهارات التي توصل الرسالة التاريخية والحضارية مع الخطط المستقبلية للبلاد مباشرة للضيوف الذين بدورهم كلاً حسب تخصصه ينقلها معه إلى بلده.
السياحة في مملكة البحرين ليست على شواطئ الجزيرة الهادئة فقط، بل إنها تلبي جميع الأذواق الأخرى لما تمتاز به من تنوع وثراء تراثها الغني وتاريخها العريق الذي لامس الكثير من الحضارات من الشرق حتى الغرب، ومواقعها التاريخية شاهداً حي تجسده كذلك الفعاليات الثقافية المتنوعة والمهرجانات الترفيهية المختلفة التي استقطبت زواراً من مختلف دول العالم بفضل الجهود المبذولة لتعزيز السياحة بشكل عام. المشاركون في القمة العربية سوف يخرجون من زيارتهم للبلاد بانطباعات جديدة اكتشفوها بأنفسهم ربما الإعلام السياحي مقصراً عن غير قصد في الترويج لها لأسباب مجهولة وفرصة لتكون آرائهم المتنوعة بداية طريق جديد لفتح مشاريع سياحية جديدة أو تحسين وتطوير الموجود إلى الأفضل.