د.جمال المجايدة :
لم تكن دولة الامارات في اي وقت من الاوقات بعيدة عن القضية الفلسطينية , خاصة في احلك الظروف التى مرت بها على مدى العقود الخمسة الماضية .
لقد تحملت دولة الامارات العبء الاكبر في دعم هذه القضية العادلة لإيمان القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان طيب الله ثراه , بضرورة تمكين الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله وكرامته في وطنه الذي شرد منه قسراً بسبب الاحتلال والعدوان .
واليوم , تواصل دولة الامارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان رئيس الدولة , ذلك النهج الاصيل , فمنذ اليوم الاول للحرب على قطاع غزة اطلق سموه حملة ( الفارس الشهم – 3 ) لدعم صمود اهالي قطاع غزة واغاثتهم وتمكينهم من البقاء على ارضهم رغم الصعوبات الامنية والانسانية الناجمة عن الحرب المتواصلة ضد الابرياء .
واستمرارا لهذا الدعم الاماراتي الاصيل , فقد بادر سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولى بتوجيه نداء لكل الدول التي علقت مساهمتها في تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» لمواصلة الدعم باعتبار ان هذه الوكالة الاممية تمثل شريان الحياة لاهلنا في قطاع غزة وسط هذه الظروف المأساوية الصعبة والخطيرة .
إن يقظة دولة الامارات لموضوع تصفية «أونروا» جاءت حاسمة وفي الوقت المناسب ,لان الامارات تدرك اليوم ان قضية اللاجئين الفلسطينيين تواجه خطر التصفية , و وفرض العقاب الجماعي على اهالي قطاع غزة .
الحملة الظالمة ضد المنكوبين جراء الحرب في غزة من خلال الادعاء بأن موظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر، ومبادرة الولايات المتحدة ودول غربية حليفة أخرى إلى تعليق تمويل الوكالة حتى قبل التحقق من صحة هذه المزاعم، يجب ان تتوقف , وعلى هذه الدول عدم التخلى عن مسؤولياتها الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني في ذروة حرب مدمرة يتعرض لها منذ ثلاثة اشهر ونصف تقريبا .
الاتصال الذي اجراه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، مع فيليب لازاريني، المفوض العام ل «أونروا» كان مهماً جداً في مغزاه السياسي وتوقيته , حيث بحث سموه مع المسؤول الاممي ,سبل دعم الوكالة لأداء مهامها الإنسانية النبيلة. وأكد سموه دعم الإمارات الراسخ للوكالة وأهمية الدور الذي تقوم به في إيصال المساعدات الإنسانية ودعم اللاجئين الفلسطينيين، داعياً الدول المانحة التي قامت بتعليق تمويل الوكالة إلى «إعادة النظر في قرارها بشكل عاجل ومواصلة تقديم الدعم للوكالة لأداء مهامها الإنسانية”.
نأمل ان تحذو الدول الخليجية والعربية حذو الامارات , وتواصل الضغط على الدول الغربية للتراجع عن قرارها الذي يحمل مخاطر وتداعيات كارثية إنسانية على الشعب الفلسطيني، وتضييع الفرصة امام إسرائيل لعدم إلغاء «أونروا» بسبب ادعاءات واهية .
كما نأمل من هذه الدول مجتمعة ان تطالب المجتمع الدولى بمحاسبة اسرائيل على استهداف كل مؤسسات وكالة «أونروا» في قطاع غزة متجاوزة بذلك القانون الدولى الانساني .
يجب ان يتذكر العالم الحر ان «أونروا» هي الشاهد الباقي على نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 حينما هجر وطرد من ارضه بالقوة المسلحة . وبالتالي فان اسرائيل في حالة خصام تاريخي مع «أونروا» لانها المؤسسة الاممية الوحيدة التي تحمل لواء قضية اللاجئين الى العالم منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا.