د. أمل عبدالله الهدابي
وقفت دولة الإمارات منذ تأسيسها بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، بل إن دعمها للشعب الفلسطيني سبق تأسيس دولة الاتحاد نفسها، حيث تم افتتاح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في أبوظبي في عام 1968.
ومنذ ذلك الحين لم يتوقف الدعم الإماراتي لقضية العرب الأولى وللشعب الفلسطيني الشقيق، سواء كان سياسياً من خلال الدفاع عن القضية في مختلف المحافل الدولية، أو مالياً ومادياً، حيث تأتي في المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994، كما تعد من أكبر الجهات المانحة للأونروا، بأكثر من 828.2 مليون دولار في الفترة (2013 ـ 2020).
ورغم تحفظ الإمارات على السلوك غير المسؤول الذي قامت به حركة حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، والذي جلب الدمار الحالي للشعب الفلسطيني كله، فإن الدعم الإماراتي للشعب الفلسطيني تواصل، بل وتعزز بصورة كبيرة، استشعاراً من الدولة لمسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره.
وتجسد ذلك على مسارين، الأول هو التحرك سياسياً داخل مجلس الأمن الدولي، الذي تتمتع الدولة بعضويته، وفي كافة المحافل الدولة لمحاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، والتنديد باستهداف المدنيين في القطاع، وإعلان رفضها القاطع أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بشكلٍ قسري.
وكذلك البيان الصادر عن دولة الإمارات الذي أدان تصريحات وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، بشأن إلقاء قنبلة نووية على غزة، ووصفها بـ«المشينة وغير المقبولة».
المسار الثاني هو تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني في غزة والذي تعددت مظاهره، ومن بينها توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم مساعدات عاجلة بمبلغ 20 مليون دولار، وإطلاق حملة «تراحم من أجل غزة» لإغاثة الفلسطينيين المتضررين من الحرب في غزة، وتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة ببدء عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة.
والتي كان من ضمنها إقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل داخل قطاع غزة لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين في القطاع، وهذه التحركات الإماراتية العاجلة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، استمرار النهج الإماراتي التاريخي الراسخ في دعم الشعب الفلسطيني بالأفعال وليس فقط الأقوال.
إن دعم دولة الإمارات للشعب الفلسطيني لا يستطيع أن ينكره إلا جاحد أو حاقد، وهؤلاء نعرفهم جيداً فهم ينتمون إلى تنظيمات إرهابية وجماعات تريد العبث ونشر الفوضى في المنطقة، أو موالية لقوى لديها أجنداتها الخاصة المشبوهة.
ولكن الحملات الإعلامية التي يشنها هؤلاء لمحاولة تشويه صورة الدولة ومواقفها المشرفة الداعم للشعب الفلسطيني تصطدم بالأفعال والتحركات الإماراتية الواضحة للعيان في دعم الفلسطينيين فتتلاشى كالهباء المنثور، لأنه لا يمكن لأحد أن يتغافل أو يتجاهل ما قدمته وتقدمه الإمارات من دعم لأشقائها الفلسطينيين.
فالمدارس والمستشفيات والمدن التي أنشأتها الدولة في الأراضي الفلسطينية، وبعضها يحمل اسم الشيخ زايد، رحمه الله، تقف شاهداً حياً على هذا الدعم الإماراتي.
لن تلتفت دولة الإمارات لهذه الحملات ولن تهتم بها، لأنها منشغلة حالياً بكيفية وقف آلة الحرب والدمار الإسرائيلية في قطاع غزة، ومحاولة الحيلولة دون توسع رقعة الصراع ليتحول إلى صراع إقليمي. كما أنها منشغلة أيضاً بكيفية إيصال الدعم الإنساني لأهالي غزة الذين يدفعون بدمائهم وصرخات أطفالهم ثمن جريمة ارتكبتها جماعة لا تعرف عواقب تصرفاتها على شعبها.. ستمضي الإمارات قدماً في مسيرتها لدعم الشعب الفلسطيني، وستواصل جهودها لنشر السلام في الشرق الأوسط كله.( البيان)