فاطمة المزروعي
البعض يستعجلون النتائج، ويحاولون تحقيق النجاحات بسرعة وليس لديهم صبر ولا يعرفون التأني، بل صفتهم الاستعجال، الأغلبية لا تعرف أن هذه الآفة المدمرة للعقول قد لا تمنحك الفرصة للتعلم ولا للمعرفة، في هذا المعنى قرأت قصة تقول فيها كاتبتها: «في حديقة جدتي كان هناك برعم الورد بدا أنه استغرق وقتاً طويلاً لينمو حتى أن صبري نفد، واعتقدت أنه يجب علينا القيام بشيء ما وراق الأمر لجدتي، وعندما أخبرتني بأن أقوم بفتح البتلات تحمست، ولكن بعد أن قمت بفتح البتلات، لم تكن الوردة بالجمال الذي كنت أتخيله، لقد دمرت جمالها وسريعاً ما ذبلت الوردة وماتت، شرحت لي جدتي أن الأمر كذلك مع كل الأشياء في الحياة، يجب علينا أن نتركها تنمو على سجيتها وفي وقتها».
في الواقع لا يوجد طريق واضح وسهل للنجاح، فالنجاح يتطلب الصبر والسعي والتخطيط والسهر والرغبة القوية لمواجهة المشكلات، تحتاج أن تؤمن أن الأشياء العظيمة تستغرق وقتاً طويلاً حتى تنجح. قال ويليام شكسبير: «كم هم فقراء من لا يتحلون بالصبر». ما أجمل أن تحصل على النتائج بعد صبر وانتظار، وأن تستمتع بنجاحاتك بعد طول تعب وسهر ودراسة وتخطيط وعمل، المؤلف فرانكلين دايفون يقول: «استمتع بالنجاح الحقيقي دون أن تفقد نفسك الحقيقية»، نعم للحماس وللجدية والحرص، ولكن ثق أن أي خطوة تخطوها بفهم ودراسة ومعرفة لها نتائج أهم وأجمل وأكبر صدى من الاستعجال، وكما يقال في الأمثال في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، فلا تفسد منجزك بلحظة استعجال واعلم أن البعض من الأعمال والمهام تحتاج للوقت للقطف أو لتكون جاهزة للحصاد، فلا تستعجل معرفة النتائج، وتأكد أن كل شيء له أوانه ووقته المناسب . ( البيان)